
[1] آراء الناس مختلفة :
اعلَمْ أن آراء الناس تختلفُ في أكثرِ الأمور، كما تختلف أمزجتُهم وألوانُهم ، وأطوالهم وأشكالهم ، واختلاف الآراء ينبغي ألا يؤديَ إلى اختلاف القلوب ؛ فالعاقل الحكيم طالبُ حقٍّ ، والمخلص لا يفرِّقُ بين أن يظهَرَ الحقُّ على يده أو على يدِ غيره ، ويرى محاورَه معاونًا له لا خَصْمًا ، ويشكُرُه إذا دَلَّه على الخطأ .
[2] تعلَّم ثم ناقِش :
لا تُناقِش في موضوع لا تعرفه جيدًا ، ولا تدافِعْ عن فكرة ما لَم تكُنْ على اقتناع كاملٍ بها ؛ لذا إذا أردتَ الحديث في موضوع معين ، فأعدَّ مادتَك إعدادًا جيدًا ، وكنْ على ثقةٍ مِن صحةِ معلوماتك ، حتى لا تسيءَ إلى نفسِك أو فكرتك .
[3] اختَرِ الظرفَ المناسب :
اختَرِ الظرف المناسب : مكانًا ، وزمانًا ، وإنسانًا ؛ فالحديث في مكتب المدير غيرُ الحديثِ في بيت صديق ، والمناقشة في قاعةِ المحاضرات غيرُ المناقشة في حديقة عامة ، والوقت الذي يسبِقُ الانصرافَ من العمل لا يتسعُ للحديث ، والجماعة الجائعون أو القادِمون من سفرٍ بعيدٍ يريدون الطعامَ أو الراحة ، ولا يفضِّلون الكلام .
[4] لا تُقاطِع :
لا تُقاطِعْ أحدًا في أثناءِ كلامه ؛ فذلك مخالفٌ لأدبِ الحديث ، انتظِرْ حتى ينتهيَ ، واسأَلْه بلُطفٍ : هل يمكِنُ أن أبدأَ ؟
[5] أقلِلِ الكلام :
لا تستأثِرْ بالكلام ، وراعِ الوقت ، ولا تُطِلِ الكلامَ حتى يملَّ السامعون ويودُّوا لو أنك سكَتَّ .
[6] حدِّث الناسَ على قدر عقولهم :
الناس ليسوا طرازًا واحدًا ، والموضوع الذي يفهمُه شخصٌ قد لا يعجِبُ آخَرَ ، فلا تُحدِّثِ الناسَ في أمورٍ فوق مستواهم ، أو دون مستواهم ؛ فإنهم لن يُصغوا إليك ؛ قال عبد الله بن مسعود : " ما أنت بمحدِّثٍ قومًا حديثًا لا تبلُغُه عقولُهم ، إلا كان لبعضِهم فتنةً " .
[7] راقِبْ نفسَك :
راقِبْ نفسَك وأنت تتحدَّث أو تُحاورُ ، لا ترفَعْ صوتك ، ولا تقطب حاجبيك ، وارسُمْ على وجهِك تعابيرَ الراحة والهدوء والابتسام .
[8] كن بليغًا :
اضبِطْ كلامك ، وأتقِنْ لغتك ، وكن مبِينًا في التعبير عما تريد ، ليكن أسلوبُك سلِسًا ، وكلامك خاليًا من الأغلاط .
[9] استعِنْ بالأمثلة :
استعِنْ بضربِ الأمثلة ؛ فمثال واحد جيِّد خيرٌ من ثلاث صفحات من الكلام الضعيف ، والمثال الجيِّدُ يوضِّحُ الفكرة ، ويُقنِع ، ويبقى في الذِّهن .
[10] ابحث عن النقاط المشتركة :
ابدأ حوارَك بالنقاط المشركة بينك وبين المستمع أو المستمعين ؛ فذلك أدعى لقَبولِ كلامك ، ودَعِ الآخرَ يحس أن الفكرةَ فكرته هو لا فكرتك أنت .
[11] لا تخجَلْ مِن قول: لا أدري :
إذا سُئلتَ عما لا تعلَمُ فقل : لا أدري ، ولا تستحِ من ذلك ؛ فالملائكة لم تستحِ من القول : { قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا } [البقرة : 32 ] .
[12] أحسِنِ الإصغاءَ :
ذكَر ستيفن كوفي في كتابه الشهير : ( العادات السبع ) أن كبارَ الناجحين يحاولون أولًا أن يفهموا ما يقولُه الآخرون ، ثم يبذلونَ الجهد لإفهامهم وإيضاحِ وجهات نظرهم لهم ، وقديمًا قال الشاعرُ العربي :
مَن لي بإنسانٍ إذا خاصمتُه *** وجهلتُ كان الحِلمُ ردَّ جوابِه
وتراه يُصغي للحديثِ بسَمْعِه *** وبقلبِه ، ولعلَّه أدرى به
وقال شاعر آخر :
إنَّ بعضَ القولِ فن *** فاجعَلِ الإصغاء فنَّا
[13] سيطِرْ على نفسِك :
احذَرْ من أن تُستدرَج إلى ما يُفقِدُك السيطرةَ على نفسك ؛ فهناك أناسٌ لا يبحثون عن الحقيقة ، تدرَّبوا على المناظرة والجدَلِ ، وقد يعمِدونَ إلى الكذبِ والتضليل لإحراج الطَّرَفِ الآخَر ؛ فكُنْ واعيًا ولا تقَعْ فريسةً لهم .
[14] الأمانة الأمانة :
كُنْ أمينًا في عَرْض المعلومات ، فلا تقطع عبارةً عن سياقها ، أو تعزلها عن مناسبتِها ، واعْزُ المعلوماتِ إلى مصادرِها ما استطعتَ إلى ذلك سبيلًا .
[15] فرِّقْ بين الفكرةِ وقائلِها :
فنِّد الفكرةَ التي ترى خطَأَها ، وأثبِتْ بطلانَها دون أن تُسيءَ إلى صاحبِها .
[16] لكلِّ مقامٍ مقالٌ :
تذكَّرْ أن لكل مقامٍ مقالًا ، وأنَّ ما كلُّ ما يُعلَمُ يقالُ ؛ فما يناسب قولُه أمام الرِّجال ، قد لا يناسب قولُه أمام النساء ، وما ينبغي قولُه في المجالس الخاصة ، قد يمتنع قولُه في المحافلِ العامة .
[17] الإنصاف الإنصاف :
كُنْ منصفًا ! وافِقْ على الصواب ، وأَثْنِ على النقاطِ الجيدة في حديث الطَّرفِ الآخَر ، وأَبْدِ إعجابَك بها ، وجادِلْ بالتي هي أحسن ؛ فالتحدي والإفحامُ قد يجعلانِكَ تكسِبُ المواقفَ ، لكنك تخسَرُ القلوب .
[18] ما هدفُ الحديث ؟ :
حاوِلْ أن تصلَ إلى نتيجة ؛ فالحديثُ ذو شجون ، وكثيرًا ما يتشعَّبُ إلى فروع بعيدةٍ عن الأصل ، فإذا انحرَف الحديثُ عن مَسارِه فأعِدْه إليه .
[19] قد تكونُ مخطِئًا :
لا تتوقَّعْ أن يوافِقَكَ الناسُ على آرائك ؛ إذ من المحتمَلِ أن تكونَ مخطئًا ، ومن المحتمل أن يحُولَ الهوى بينهم وبين موافقتِكَ على رأيِك إن كان صوابًا ، توقَّعْ هذا حتى لا تغضَبَ وتنفعلَ ، أو يخيبَ أمَلُكَ .
[20] لا يُجدي المنطق :
أقفِلِ المناقشةَ أو الحديثَ إذا وجدتَ أنه عديمُ الجدوى .