-->
رياض الأحباب رياض الأحباب
recent

اخترنا لك

recent
أعمالنا
جاري التحميل ...
أعمالنا

حقائق لا تعرفها عن الحجر الأسود


الحجر الأسود أو الأسعد كما يحب أن يسميه أهل مكة ، حجرا من الجنة يبدأ عنده الطواف وينتهى به ، ويتسابق المسملون لتقبيله كما فعل النبى صل الله عليه وسلم ، فهو أشرف حجر على وجه الأرض ، وهو أشرف أجزاء البيت الحرام ، ولذا شرع تقبيله واستلامه ، ووضع الخد والجبهة عليه ، وموضعه جهة الشرق من الركن اليماني الثاني الذي هو في الجنوب الشرقي وارتفاعه من أرض المطاف متر واحد ونصف المتر ولا يمكن وصفه الآن لأن الذي يظهر منه في زماننا ونستلمه ونقبله إنما هو ثماني قطع صغيرة مختلفة الحجم أكبرها بقدر التمرة الواحدة ، وأما بقيته فداخل في بناء الكعبة المشرفة .

مواصفات وحجم الحجر الأسود

يتكون الحجر الأسود من عدة أجزاء رُبطت معاً عن طريق إطار من الفضة ، والتى يتم تثبيتها بواسطة المسامير الفضية إلى حجر ، وعززت بعض الأجزاء الصغيرة معا من خلال لصق سبعة أو ثمانية أجزاء مع بعضهما ، الحجم الأصلى للحجر هو نحو 20 سنتيمترا ( 7.9 إنش ) فى 16 سنتيمتر ( 6.3 إنش ) ، حجمه الأصلى غير واضح نتيجة لتغير أبعاده على مر الزمان ، كما تم إعادة تشكيل الحجر فى عدة مناسبات .
وقال محمد بن خزاعة حين رد القرامطة الحجر سنة 339 هـ وعاينه قبل وضعه : « تأملت الحجر الأسود وهو مقلوع ، فإذا السواد فى رأسه فقط ، وسائره أبيض ، وطوله قدر ذراع » .

فى القرن العاشر الميلادى وصفه المؤرخون أنه بيضاوى الشكل يبلغ ذراع واحد ( ما يزيد قليلا عن 1.5 قدم ( 0.46 م ) ، فى أوائل القرن السابع عشر الميلادى سجلت قياساته على أنها 1.5 ياردة ( 1.4 م ) فى 1.33 ياردة ( 1.22 م ) ، وفى القرن الثامن عشر قام على بك الكبير بأول محاولة لقياس الحجر الأسود ، وبلغ طوله 42 بوصة ( 110 سم ) ، وفى عهد محمد على باشا تم قياسه بشكل أفضل حيث سجلت مقاساته : 2.5 قدم ( 0.76 م ) طولاً فى 1.5 قدم ( 0.46 م ) عرضاً .

مَنْ جاء بالحجر الأسود

الحجر الأسود جاء به جبريل إلى إبراهيم عليهما السلام من السماء ؛ ليوضع فى مكانه من البيت . فقد روى ابن جرير فى تفسيره ، والأزرقى فى أخبار مكة بإسناد حسن ، وكذا رواه الحاكم فى مستدركه ، قال : صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه عن خالد بن عرعرة أن رجلا قام إلى على فقال : « ألا تخبرنى عن البيت ؟ أهو أول بيت وضع فى الأرض ؟ فقال : لا ولكن هو أول بيت وضع فيه البركة ، مقام إبراهيم ، ومن دخله كان آمنا ، وإن شئت أنبأتك كيف بنى : إن الله أوحى إلى إبراهيم أن ابن لى بيتا فى الأرض . قال : فضاق إبراهيم بذلك ذرعا ، فأرسل الله السكينة ، ولها رأسان - فاتبع أحدهما صاحبه حتى انتهت إلى مكة ، فتطوت على موضع البيت كتطوى الحجفة ، وأمر إبراهيم أن يبنى حيث تستقر السكينة ، فبنى إبراهيم وبقى حجر ، فذهب الغلام يبغى شيئًا ، فقال إبراهيم : لا ابغنى حجرًا كما آمرك ، قال: فانطلق الغلام يلتمس له حجرًا ، فأتاه فوجده قد ركب الحجر الأسود فى مكانه ، فقال : يا أبت ، من أتاك بهذا الحجر ؟ قال : أتانى به من لم يتكل على بنائك ، جاء به جبريل من السماء ، فأتماه .

الحجر الأسود من الجنة

عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " نزل الحجر الأسود من الجنة وهو أشد بياضا من اللبن فسودته خطايا بني آدم " .رواه الترمذي

أهم الأحداث التى مرت بالحجر الأسود

وقد مرّ على الحجر الأسود حوادث كثيرة أولها ما ذكره ابن إسحاق أنه عندما أخرجت جرهم من مكة خرج عمرو بن الحارث بن مضاض الجرهمي بغزالي الكعبة والحجر فدفنها في زمزم وانطلق ، غير أنّ امرأة من خزاعة شاهدت عملية الدفن فأخبرت قومها فأعادوه إلى مكانه .

وفي الجاهلية أيضا كان خويلد أبو خديجة أم المؤمنين رضي الله عنه واحداً من رجالات قريش الذين سجّل التاريخ لهم مآثر في مكّة المكرّمة من أعظمها مأثرة الدفاع عن الكعبة يوم هاجمها تبع ، وأراد أن يحمل الحجر الأسود إلى اليمن .. لقد قاد خويلد جماعة من رجالات قريش ، ونازع تبعاً ليصدّه عن أخذ الحجر الأسود ، ونقله من مكانه في الكعبة المكرّمة ، فحال الله دون ما أراد تبع ، ولم يقدر على ما أراد . قال ابن الأثير : « وهو ـ خويلد ـ الذي نازع تبعاً حين أراد أخذ الحجر الأسود إلى اليمن ، فقام في ذلك الوقت خويلد ، وقام معه جماعة من قريش ، ثمّ رأى تبع في منامه ما روّعه ، فنزع عن ذلك ، وترك الحجر الأسود في مكانه »

وفي حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وقبل مبعثه الشريف أصاب الكعبة حريق صدّعَ بنيانها ، وأوهن حجارتها، فحارت قريش في أمرها ، وترددوا في هدمها ، حتى تقدم الوليد بن المغيرة فاقتلع أول حجر منها ، وشارك النبي صلى الله عليه وسلم وهو شاب في نقل حجارتها مع الناقلين من بني هاشم ، وهو الذي وضع الحجر الأسود في مكانه ، فاستقر ببركة جهوده ، بعد أن اختلف الناس واحتكموا إلى أول داخل للبيت ، فكان هو صلى الله عليه وسلم أول داخل للكعبة ، فاتفقوا على تحكيمه في قصة مشهورة ترويها كتب السيرة الشريفة .

ولم يعتر الحجر الأسود نقل أو تغييب من عهد قصي إلى بناء عبد الله بن الزبير وهو أول من ربط الحجر الأسود بالفضة عندما تصدع من الأحداث التي جرت عام ( 64 هـ ) حيث احترقت الكعبة بسبب الحرب بين ابن الزبير الذي تحصَّن داخلها ، وقائد يزيد - الحصين بن النمير- الذي رمى الكعبة بالمنجنيق ، وتطايرت النار وأحرقتها ، وتكررت الفعلة سنة ( 73 هـ ) على يد الحَجّاج .

وفى سنة تسع وثمانين ومائة لما اعتمر أمير المؤمنين هارون الرشيد ورأى الفضة قد رقت ولقلقت حول الحجر حتى خافوا على الركن أن ينقض ، أمر بالحجارة التى بينها الحجر الأسود فثقبت بالماس من فوقها وتحتها ، ثم أفرغت فيها الفضة ، وكان الذى عمل ذلك ابن الطحان مولى ابن المشمعل ، وبقيت الفضة هذه إلى عهد الأزرقى أى إلى ما قبل 250هـ ، كما ذكر فى تاريخه .

وتذكر كتب التاريخ أيضًا أنه فى سنة 317 هـ حدثت فتنة عظيمة ، وحادثة شهيرة ، قام بها القرامطة ، وهم من الباطنية ، وهؤلاء قوم تبعوا طريق الملحدين ، وجحدوا الشرائع ، وقد فصل ابن الجوزى القول فى عقائدهم وأعمالهم الشنيعة فى كتابه المنتظم ، وكان من هؤلاء ملك البحرين أبو طاهر سليمان بن أبى سعيد حسن بن بهرام القرمطى الجنابى الأعرابى ، علا مكة يوم التروية من سنة 317 هـ والناس محرمون ، فقتل الحجيج حول الكعبة وفى جوفها ، وردم زمزم ، كما قتل غيرهم فى سكك مكة وما حولها ، زهاء ثلاثين ألفًا من غير الحجيج ، وسلب كسوة الكعبة وجردها ، وأخذ بابها ، وحليتها وقبة زمزم ، وجميع ما كان فيها من آثار الخلفاء ، التى زينوا بها الكعبة ، وصعد على عتبة الكعبة يصيح : " أنا بالله وبالله أنا يخلق الخلق وأفنيهم أنا ".

وقيل : دخل قرمطى سكران على فرس ، وضرب الحجر بدبوس فتكسر ، وقيل : إن الذى ضرب الحجر الأسود بالدبوس أبو طاهر بنفسه ، وأقام بمكة أحد عشر أو اثنى عشر يومًا ، واقتلع الحجر الأسود من موضعه ، وأخذه إلى بلده هجر ، وطلع رجل منهم البيت ليقلع الميزاب ، فلما صار عليه سقط ، فاندقت عنقه ، فقال القرمطى : لا يصعد إليه أحد ، ودعوه فترك الميزاب ولم يقلع ، وقيل : إنه هلك فى نقل الحجر تحته أربعون جملاً ، فلما أعيد كان على قعود ضعيف فسمن . وقيل : إنه أراد أخذ المقام فلم يظفر به ؛ لأن سدنة المسجد الحرام غيبوه فى بعض شعاب مكة ، فتألم بفقده ، فعاد عند ذلك على الحجر الأسود ، فقلعه له جعفر بن أبى علاج البَنَّاء المكى بأمر القرمطى بعد صلاة العصر من يوم الاثنين لأربع عشرة ليلة خلت من ذى الحجة . وبقى موضع الحجر من الكعبة خاليًا ، والحجر عند القرامطة 22 سنة ، يضع الناس فيه أيديهم للتبرك ، وهلك أبو طاهر بالجدرى فى رمضان سنة 339 هـ ثم ردوه إلى المسلمين .

قال ابن فهد فى حوادث سنة 339هـ : فلما كان يوم الثلاثاء يوم النحر وافى سنبر بن الحسن القرمطى مكة ، ومعه الحجر الأسود ، فلما صار بفناء الكعبة ومعه أمير مكة أظهر الحجر الأسود من سفط وعليه ضباب فضة ، قد عملت من طوله وعرضه ، تضبط شقوقًا قد حدثت عليه بعد انقلاعه ، وأحضر معه جمعًا يشهدون ، فوضعه سنبر بيده ، ويقال: إن الذى أعاد الحجر مكانه بيده حسن بن المرزوق وشده الصانع بالجص ، وقال سنبر : أخذناه بقدر الله تعالى ، ورددناه بمشيئة الله . ويقال : إنه قال : أخذناه بأمر وأعدناه بأمر . ونظر الناس إلى الحجر ، فتبينوه وقبلوه واستلموه وحمدوا الله تعالى .

وذكر مثله المسبحى أيضًا فقال : وكان مدة كينونة الحجر عند القرامطة اثنين وعشرين سنة إلا أربعة أيام ، وكان المنصور بن القائم بن المهدى راسل أحمد بن أبى سعيد القرمطى أخا أبى طاهر لأجل الحجر ، وبذل له خمسين ألف دينار ذهبًا فلم يفعل ، ويقال : إن بَجْكَم التركى مدبر الخلافة ببغداد بذل للقرامطة على رد الحجر الأسود خمسين ألف دينار ، فأبوا وقالوا : أخذناه بأمر ولا نرده إلا بأمر ، هذا قول ابن فهد .

حادثة أخرى سنة 363هـ :
ذكر ابن فهد فى حوادث سنة 363هـ : وفيها بينما الناس فى وقت القيلولة وشدة الحر، وما يطوف إلا رجل أو رجلان ، فإذا رجل عليه طمران مشتمل على رأسه ببرد ، يسير رويدًا ، حتى إذا دنا من الركن الأسود ، ولا يعلم ما يريد ، فأخذ معولاً ، وضرب الركن ضربة شديدة حتى خفته الخفتة التى فيه ، ثم رفع يديه ثانيًا يريد ضربه ، فابتدره رجل من السكاسك من أهل اليمن حين رآه وهو يطوف ، فطعنه طعنة عظيمة بالخنجر حتى أسقطه ، فأقبل الناس من نواحى المسجد فنظروه ، فإذا هو رجل رومى جاء من أرض الروم ، وقد جعل له مالا كثيرا على ذهاب الركن ومعه معول عظيم ، قد حُدّد وذُكر بالذكور - أى صيره فولاذًا صلبًا - وقتل الذى أراد ذهاب الركن وكفى الله شره ، قال : فأخرج من المسجد الحرام ، وجُمع حطب كثير ، فأحرق بالنار . حادثة أخرى سنة 414هـ : فقد ذكر ابن الجوزى والفاسى وابن الأثير وغيرهم واللفظ لابن الأثير قال فى هذه السنة كان يوم النفر الأول يوم الجمعة ، فقام رجل من مصر ، بإحدى يديه سيف مسلول ، وفى الأخرى دبوس ، بعدما فرغ الإمام من الصلاة ، فقصد ذلك الرجل الحجر الأسود كأنه يستلمه ، فضرب الحجر ثلاث ضربات بالدبوس ، وقال : إلى متى يعبد الحجر الأسود ومحمد وعلى ؟ فليمنعنى مانع من هذا ، فإنى أريد أن أهدم البيت ، فخاف أكثر الحاضرين وتراجعوا عنه ، وكاد يفلت ، فثار به رجل فضربه بخنجر فقتله ، وقطعه الناس وأحرقوه ، وقتل ممن اتهم بمصاحبته جماعة وأحرقوا ، وثارت الفتنة ، وكان الظاهر من القتلى أكثر من عشرين رجلاً غير من اختفى منهم .

وألح الناس ، ذلك اليوم ، على المغاربة والمصريين بالنهب والسلب ، وعلى غيرهم فى طريق منى إلى البلد ، فلما كان الغد ماج الناس واضطربوا ، وأخذوا أربعة من أصحاب ذلك الرجل ، فقالوا : نحن مائة رجل ، فضربت أعناق هؤلاء الأربعة ، وتقشر بعض وجه الحجر من الضربات ، فأخذ ذلك الفتات وعجن بلُكٍّ وأعيد إلى موضعه ».

حادثة أخرى سنة 1351هـ :
ذكر المؤرخ حسين باسلامة فى كتابه تاريخ الكعبة المعظمة هذه الحادثة التى وقعت فى عصره فى شهر محرم سنة 1351هـ فقال : جاء رجل فارسى من بلاد الأفغان ، فاقتلع قطعة من الحجر الأسود ، وسرق قطعة من ستارة الكعبة ، وقطعة من فضة من مدرج الكعبة الذى هو بين بئر زمزم وباب بنى شيبة ، فشعر به حرس المسجد الحرام ، فاعتقلوه ، ثم أعدم عقوبة له ، كما أعدم من تجرأ قبله على الحجر الأسود بقلع أو تكسير أو سرقة . ثم لما كان يوم 28 من ربيع الثانى سنة 1351هـ حضر الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود من مصيفه بالطائف قبل توجهه إلى الرياض المسجد الحرام وحضر معه الشيخ عبد الله الشيبى ، نيابة عن والده رئيس السدنة الشيخ عبد القادر بن على الشيبى وحضر بعض الأعيان ، ثم أحضر مدير الشرطة العام محمد مهدى بك تلك القطعة التى اقتلعها ذلك الفارسى ، وعمل الأخصائيون مركبًا كيماويًّا مضافًا إليه المسك والعنبر، وبعد أن تم تركيب المركب المذكور الذى استحضر خصيصًا لأجل تثبيت تلك القطعة التى قلعت من الحجر الأسود وضعه الأخصائيون فى الموضع الذى قلعت منه تلك القطعة ، ثم أخذ الملك عبد العزيز آل سعود قطعة الحجر الأسود بيده ووضعها فى محلها تيمنًا ، وأثبتها الأخصائيون إثباتًا محكمًا .

بريطانى يسلم بسبب الحجر الأسود :

يقول الدكتور زغلول النجار إنه جاء أحد البريطانين يريد أن يأخذ جزءً من الحجر الأسود لتحليلها ولمعرفة هل هو حجر من السماء كما أخبر النبى صل الله عليه وسلم ، وبالفعل نجح ذلك البريطانى فى الوصول للحجر بعد أن تعلم العربية ، وأخذ جزءا منه بآلة حادة صغيرة وذهب إلى بلاده ليكتشف أنه ( نيزك ) من نوع فريد ، فتأثر الرجل لذلك وأعلن إسلامه ، وكتب كتابًا سماه ( رحلة إلى مكة ) من جزأين ، وصف فى الجزء الأول عداءه للإسلام وتآمره على المسلمين ، وفى الجزء الثانى وصف خضوعه لله رب العالمين .

أهمية الحجر الأسود :

ذكر الشيخ محمد صالح المنجد العديد من الأحاديث والمسائل التى توضح أهمية الحجر الأسود ومكانته

1- الحجر الأسود أنزله الله تعالى إلى الأرض من الجنة .
عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " نزل الحجر الأسود من الجنة " .
رواه الترمذي ( 877 ) والنسائي ( 2935 ) والحديث : صححه الترمذي .

2- وكان الحجر أشد بياضا من اللبن فسودته خطايا بني آدم . 
عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " نزل الحجر الأسود من الجنة وهو أشد بياضا من اللبن فسودته خطايا بني آدم " .رواه الترمذي ( 877 ) وأحمد ( 2792 ) ، وصححه ابن خزيمة ( 4 / 219 ) ، وقوَّاه الحافظ ابن حجر في " فتح الباري " ( 3 / 462 ) . 

أ. قال المباركفوري : قال في " المرقاة " : أي : صارت ذنوب بني آدم الذين يمسحون الحجر سببا لسواده ، والأظهر حمل الحديث على حقيقته إذ لا مانع نقلاً ولا عقلاً . " تحفة الأحوذي " ( 3 / 525 ) .
ب. قال الحافظ ابن حجر : اعترض بعض الملحدين على الحديث الماضي فقال " كيف سودته خطايا المشركين ولم تبيضه طاعات أهل التوحيد " ؟ 
وأجيب بما قال ابن قتيبة : لو شاء الله لكان كذلك وإنما أجرى الله العادة بأن السواد يصبغ ولا ينصبغ ، على العكس من البياض . 
ج. وقال المحب الطبري : في بقائه أسود عبرة لمن له بصيرة فإن الخطايا إذا أثرت في الحجر الصلد فتأثيرها في القلب أشد .انظر لهما : " فتح الباري " ( 3 / 463 ) .

3- ويأتي الحجر الأسود يوم القيامة ويشهد لمن استلمه بحق . 
عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - في الحجر - : " والله ليبعثنه الله يوم القيامة له عينان يبصر بهما ولسان ينطق به يشهد على من استلمه بحق " . رواه الترمذي ( 961 ) وابن ماجه ( 2944 ) . والحديث : حسَّنه الترمذي ، وقواه الحافظ ابن حجر في " فتح الباري " ( 3 / 462 ) . 

4- واستلام الحجر أو تقبيله أو الإشارة إليه : هو أول ما يفعله من أراد الطواف سواء كان حاجا أو معتمراً أو متطوعاً . 
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم مكة أتى الحجر فاستلمه ثم مشى على يمينه فرمل ثلاثا ومشى أربعاً . رواه مسلم ( 1218 ) . 
واستلام الحجر : مسْحه باليد .

5- وقد قبَّله النبي صلى الله عليه وسلم ، وتبعه على ذلك أمته . 
عن عمر رضي الله عنه أنه جاء إلى الحجر الأسود فقبَّله فقال : إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقبِّلُك ما قبلتك . رواه البخاري ( 1520 ) ومسلم ( 1720 ) .

6- فإن عجز عن تقبيله فيستلمه بيده أو بشيء وله أن يقبل هذا الشيء . 
أ. عن نافع قال رأيت ابن عمر يستلم الحجر بيده ثم قبل يده ، وقال ما تركته منذ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله . رواه مسلم ( 1268 ) . 
ب. عن أبي الطفيل رضي الله عنه قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالبيت ويستلم الركن بمِحْجَن معه ويقبِّل المحجن . رواه مسلم ( 1275 ) . 
والمحجن : عصا مِعْوجّة الطَّرف . 

7- فإن عجز : أشار إليه بيده وكبَّر . 
عن ابن عباس قال : طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم على بعيره وكان كلما أتى على الركن أشار إليه وكبَّر . رواه البخاري ( 4987 ) . 

8- ومسح الحجر مما يكفِّر الله تعالى به الخطايا . 
فعن ابن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن مسحهما كفارة للخطايا . رواه الترمذي ( 959 ) . والحديث : حسنه الترمذي وصححه الحاكم ( 1 / 664 ) ووافقه الذهبي . 

ولا يجوز للمسلم أن يؤذي المسلمين عند الحجر فيضرب ويُقاتل فإنّ النبي صلى الله عليه وسلم أخبر عن الحجر أنه يشهد لمن استلمه بحقّ وليس لمن استلمه بإيذاء عباد الله . 


والحمد لله رب العالمين

عن الكاتب

M.R M.R

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

رياض الأحباب

2016