-->
رياض الأحباب رياض الأحباب
recent

اخترنا لك

recent
أعمالنا
جاري التحميل ...
أعمالنا

كيف تتخلص من عادة سيئة ؟


هي عادات نقوم بها هنا أو هناك ، أنت وأنا وهو وهي ، جميعنا قد نمارسها ولكننا لا نفخر بها ، ونرغب في أن نتخلص منها . وكيفما كانت هذه العادات فإنها ذميمة بوجهة نظرنا على الأقل . ومهما تنوّعت هذه العادات وبرزت أو اختفت إلا أنها موجودة . فلا يكاد يوجد شخص واحد لا يشكو من عادة واحدةٍ سيئةٍ على الأقل يودّ أن يغيرّها وأن يتخلّص نهائياً منها . ولكن كيف سيشرع أحدنا في هذا الأمر ؟

حدّد عاداتك السيّئة .

قد يتوّهم البعض أنه لا يوجد عنده أيّة عادة سيئة تستوجب التخلص منها . ولكنك وإن أردت أن تتعرف على عاداتك السيئة يجب عليك مراقبة تصرفاتك جيداً ، فإذا وجدت بعضاً من المظاهر التالية فهذا يدلّ أن لديك عادة سيئة يجب التخلّص منها :
❤ الشعور بالخجل إن فعلتَ شيئا معيّنا أمام الناس مثل ( قضم أظافرك ) .
❤ بعض التصرفات تقوم بعملها ويستنكرها عليك البعض مثل
( الحدة في الكلام والعصبية – التلعثم في الكلام – الخجل المفرط ) . 
❤ فعل بعض الأشياء التي تقتنع أنها سيئة لكنك لا تستطيع الإقلاع عنها مثل ( معاكسة البنات – التدخين – الإدمان على النظر على الأفلام الإباحية - التحدّث عن الغير في غيابه بما يكره – الكذب –النفاق – إفشاء الأسرار ) .

لا شك أنك أدركت الآن أين تكمن عادتك السيّئة التي تريد التخلّص منها ، وهذه أهم خطوة في طريق الإقلاع عن هذه العادة .

حدّد أسباب التعلّق بهذه العادة

قد يكون من أقصر الطرق لحلّ المشكلات طرح بعض الأسئلة ومحاولة إيجاد حل منطقي لها . وكما حدّدت ما هي عاداتك السيّئة بإجاباتك على السؤال "ما هى عادتي السيئة" عليك الآن السؤال " لماذا تعمقتْ هذه العادة بداخلي ؟ " فمن المؤكد أنه لم يولد أحد وهو يمتلك هذه العادة السيئة إذ أن الإنسان يولد كصفحة بيضاء ثم يكتسب أسلوبه من بيئته وتربيته وميوله الفطرية . وحتّى نسهّل عليك الأمر فانظر إلى السبب وتفكر قليلاً
هـــل كان أصحابك هم السبب في تبنّي هذه العادة .
هـــل كان الفضول هو المحرّك الأساسي .
هـــل كانت هذه العادة أمراً منتشراً في بيئتك والمحيطين بك .
هـــل تبنّيت هذه العادة حتى تشعر بالتفرد .
هـــل لهذه العادة موروث ثقافي في بيئتك مثل ( ارتباط التدخين بالرجولة , والنميمة بمسمى اللباقة وفن جذب الناس إلى الحديث )
هـــل كان السبب في فعل هذه العادة حالة نفسية عابرة مثل ( حالة توتر دعتْ إلى الإدمان أو غيره ) .

لديك الأن أمثلة كثيرة لتختار منها وتحدّد السبب الرئيسي لهذه العادة والأسباب الفرعيّة المساعدة والتى جعلتْك تستمر في هذه العادة . وقد يكون لديك أسباب أخرى مختلفة تماماً عن الأسباب المذكورة . على أي حال سيكون عليك أن تعرف الأسباب وتحددها بشكل صريح .

قاطع أسباب هذه العادة ( قدر المستطاع )

إن معظم العادات لها سبب رئيسي هو المحيطون والأصدقاء . وانطلاقاً من هذه القناعة يمكنك أن تأخذ قراراً باستبدال مجموعة أصدقائك بأصدقاء آخرين يساعدونك على الإقلاع عن هذه العادة . وإن كان السبب منشؤه بيئتك أو عائلتك فيمكنك أن تبيّن لهم ضرر هذه العادة وتأثيرها عليهم وتغيّر موقفك هنا من مقلّد لهم إلى ناصح مبادر بالتغيير . عليك أن لا تجعل نفعك يقتصر على نفسك فقط بل يمكنك مساعدة من حولك أيضا وتحويلهم من محيط يساعدك على إدمان هذه العادة إلى مجموعة تقاوم هذه العادة ، وبهذا لن تشعر أنك بمفردك في محاربة تلك العادة .

اعرف أضرار عادتك

بعدما صنّفت هذه العادة أنها من العادات السيّئة فمن الطبيعي أنك تعرف أضرارها الكثيرة والتى ينعكس ضررها على حياتك الشخصية أو الاجتماعية ، وقد يتعدّى ضررها للمحيطين . فمثلا لعادة التدخين أضرار خطيرة على الصحّة الشخصيّة ولها أيضا أضرار على الحياة الاجتماعية ، إذ أن التدخين يسبّب نفور الناس من الشخص المدخّن ، كما أن للتدخين أضراراً على المحيطين بسبب تأثيره السلبي على الصحّة الشخصية . ومن جهة أخرى ، تعتبر عادة النميمة واحدة من أشد العادات الإجتماعية ضرراً إذ أن لها أضراراً جسيمةً على المجتمع ، وتعتبر آفةً تهدّد ترابط الناس بفضح أسرارهم والتلاعب بتلك الأسرار وربما اختلاق القصص فقط للتسلية . وفي الحقيقة قد تهدّد مثل تلك التصرفات حياة البعض الشخصية والأسرية , لذا فإن أهميّة معرفة الأضرار تساعد في النفور من تلك العادة وتقوية العزيمة على ترك هذه العادة .

تعلّم رفض العادة السيئة .

إنّ العادات السيّئة بطبيعة حالها تعتبر وافدةً علينا وليست صفة متأصّلة فينا . فإن وجدتْ عادة سيّئة تقترب منك فتعلّم أن تقول " لا " ، إذ ليس من المنطقي أن يكون أحدنا عرضةً لأي سلوك سلبي جديد قد يتعرف عليه . وما يجب علينا أن نتمثله هو القول المعروف " كن سيد نفسك " فالسيد من ساد نفسه لا من سادتْه نفسه . والحقيقة أن الكثيرين لا يستطيعون رفض العادات السيئة إلا إذا كان لصاحب الموقف شخصية قوية ولديه ثقة بالنفس عالية ولا تغريه الكلمات التشجيعية الجوفاء للاقتراب من الخطر . فكن حصيفا ذكياً واحفظ نفسك من الخطر وقل " لا " .

استبدل عاداتك القديمة .

وكما تعمل الإعلانات التجارية وتغرينا بالبدائل القويّة ، استبدل عاداتك القديمة السيّئة بعادة جديدة برّاقة جميلة مشجّعة تجعل من يراها يتمنى أن يكون مكانك ويترك ما هو فيه . واجعل هذا الاستبدال فورياً دونما تأجيل . إنك - وعندما تُدخِل عادةً إيجابية لحياتك - ستلاحظ أنك بدأت تستثمر طاقتك -والتي كانت تُهدَر في ما يضرّك - وتحولّها إلى طاقة إنتاجية تعود بالنفع عليك أولا وعلى من حولك .

تذكّر ولا تنسَ .

حاول أن تبقي في ذهنك كلّ ما سبق وعرفته حتّى الآن فيما يخصّ هذه العادة السيّئة . ثبّت الصورة التي تزعجك من العادة واجعلها نصْب عينيك كلما حدّثتك نفسك بالعودة إليها . ولا تكن كالأطفال الذي يتحمّسون لفعل ما ، ثم لا يلبثون أن يفتروا ويتباطؤوا عن هذا الفعل من جديد ، وما هذا إلاّ لأنهم لا يستطيعون أن يحافظوا على انطباعاتهم ، ولأنهم كثيروا التقلّب بحكم طفولتهم . إنك - وبسبب عمرك - لديك من النضج ما يمكّنك من الحفاظ على قرارك الذي توصّلت إليه بعد تفكير طويل .

كافئ نفسك .

ولكي تكافئ نفسك بشكل ناجح عليك أن تحدّد مدة معينة تهدف بها إلى الامتناع نهائياً عن العادة السيئة ، ولا تطيل على نفسك المدة في البداية ، إذ يمكنك تحديد أسبوعين . وإذا ما استطعت أن تلتزم فعلاً خلال الأسبوعين فعليك بمكافأة نفسك . ما رأيك بنزهة صغيرة أو شراء ملابس جديدة ؟ إن المكافأة مهما كانت كبيرةً أو صغيرةً كفيلةٌ بأن تحفزك وتحمّسك على الاستمرار والمتابعة ، لذلك يجب ألا تنساها .

تكلم عن إنجازك .

إنك كما كنت تفعل هذه العادة السيّئة وربما أمام الكثيرين ، عليك أن تتكلم عن إنجازاك بتركها والتخلّص منها بمنتهى الفخر ، خاصة أمام من يزال على هذه العادة ولا يستطيع تركها . اسمح لنفسك بالزهو قليلا بما فعلت ، إذ أنه فعلاً إنجاز ! لكن احذر من أن تغترّ وأن تعتقد أنه يمكنك مجدداً مخالطة من هو قائم عل هذه العادة دون أن تتأثر بها ، فهذه هي أولى خطوات الرجوع السريع للعادة السيّئة .

إن التخلّص من أي عادة سيئة ليس بالمستحيل أو الأمر الصعب إلاّ أنه ليس سهلاً ، لذا وجب عليك أن تعلم أنك طالما اخترت الطريق الصحيح واتّجهت نحو التغيير ، ستواجهك بعض العوائق التى يجب عليك كسرها وجعلها حليفاً لك ولهدفك ، وعليك أن تتحلى بالصبر ، وأن تثق بنفسك بأنك ستستطيع إكمال المشوار والاستمرار على ما عزمت عليه . ولا تنسَ أن تساعد نفسك بالوسائل المساعدة في التخلّص من العادات السيّئة ، ككتابة وتدوين تاريخ الإقلاع وكيفية الوصول إلى الهدف ، والأسباب والعوائق حتى تتضح الرؤية لك تماماً ويسهل عليك أمر التخلص من هذه العادة السيئة بأقصر طريق .

عن الكاتب

M.R M.R

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

رياض الأحباب

2016