-->
رياض الأحباب رياض الأحباب
recent

اخترنا لك

recent
أعمالنا
جاري التحميل ...
أعمالنا

بدع ومنكرات

إن البدع بريد الكفر ، وهي زيادة دين لم يشرعه الله ولا رسوله ، والبدعة شر من المعصية الكبيرة ، والشيطان يفرح بها أكثر مما يفرح بالمعاصي الكبيرة ؛ لأن العاصي يفعل المعصية وهو يعلم أنها معصية فيتوب منها . والمبتدع يفعل البدعة يعتقدها دينًا يتقرب به إلى الله فلا يتوب منها ، والبدع تقضي على السنن ، وتكره إلى أصحابها فعل السنن وأهل السنة ، والبدعة تباعد عن الله وتوجب غضبه وعقابه وتسبب زيغ القلوب وفسادها ..
ومن هنا جائت فكرة هذه السلسلة بدع ومنكرات ، نتناول فيها العديد من البدع المنتشرة فى عالمنا الإسلامى ، وحرصاً على الإستفادة من هذه السلسلة سيكون النشر فيها متزامناً مع وقت ظهور هذه البدع كالأعياد والمناسبات ..

وفى بداية هذه السلسلة نتعرف على عدة أمور وهى :-

ماهى البدعة

حكم البدعة فى الدين

الأسباب التى أدت إلى ظهور البدع


ما هى البدعة

البدعة في اللغة : مأخوذة من البدع ، وهو الاختراع على غير مثال سابق . ومنه قوله تعالى : بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أي : مخترعها على غير مثال سابق . وقوله تعالى : قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ أي : ما كنت أول من جاء بالرسالة من الله إلى العباد ، بل تقدمني كثير من الرسل ، ويقال : ابتدع فلان بدعة ، يعني : ابتدأ طريقة لم يسبق إليها .

حكم البدعة فى الدين

كل بدعة في الدين فهي محرمة وضلالة ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم‏ :‏ ‏( ‏وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة‏ )‏ وقول النبي صلى الله عليه وسلم‏ :‏ ‏(‏من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد‏ ) ‏، وفي رواية ‏:‏ ‏(‏من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ‏) ‏، فدل الحديث على أن كل محدث في الدين فهو بدعة ، وكل بدعة ضلالة مردودة ‏.‏ ومعنى ذلك‏ :‏ أن البدع في العبادات والاعتقادات محرمة .

ولكن التحريم يتفاوت بحسب نوعية البدعة ‏:‏ 

فمنها‏ :‏ ما هو كُفْر صراح ؛ كالطواف بالقبور تقربًا إلى أصحابها ، وتقديم الذبائح والنذور لها ودعاء أصحابها والاستغاثة بهم ‏،‏ وكمقالات غلاة الجهمية والمعتزلة ‏.‏
ومنها ‏:‏ ما هو من وسائل الشِرْك ؛ كالبناء على القبور والصلاة والدعاء عندها ‏.‏
ومنها ‏:‏ ما هو فِسْق اعتقادي ؛ كبدعة الخوارج والقدرية والمرجئة في أقوالهم واعتقاداتهم المخالفة للأدلة الشرعية ‏.‏
ومنها ‏:‏ ما هو معصية ؛ كبدعة التبتل والصيام قائمًا في الشمس .‏

الأسباب التى أدت إلى ظهور البدع

مما لا شك فيه أن الاعتصام بالكتاب والسنة فيه منجاة من الوقوع في البدع والضلال‏ .‏ قال تعالى ‏:‏ ‏{ ‏وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ‏}‏ ‏[ ‏الأنعام ‏:‏ 103 ‏]‏ وقد وضح ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه ابن مسعود رضي الله عنه قال‏ :‏ خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطًّا فقال ‏:‏ ‏‏هذا سبيل الله‏‏ ثم خط خطوطًا عن يمينه وعن شماله ، وثم قال‏ :‏ ‏‏وهذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه‏‏ ، ثم تلا‏ :‏ ‏{ ‏وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ‏ }‏ ‏[ ‏الأنعام ‏:‏ 153‏ ] ‏‏.‏

فمن أعرض عن الكتاب والسنة تنازعته الطرق المضللة والبدع المحدثة ، فالأسباب التي أدت على ظهور البدع تتلخص في الأمور التالية‏ :‏ الجهل بأحكام الدين ، اتباع الهوى ، التعصب للآراء والأشخاص ، التشبه بالكفار وتقليدهم ‏.‏ ونتناول هذه الأسباب بشيء من التفصيل ‏:‏-

الجهل بأحكام الدين

كلما امتد الزمن وبعد الناس عن آثار الرسالة قل العلم وفشى الجهل ، كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله ‏:‏ ‏‏من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافًا كثيرًا‏ ‏، وقوله ‏:‏ ‏‏إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من العباد ‏،‏ ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالمًا اتخذ الناس رؤوسًا جهالاً ، فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا‏ ‏..‏ فلا يقاوم البدع إلا العلم والعلماء فإذا فقد العلم والعلماء أتيحت الفرصة للبدع أن تظهر وتنتشر ولأهلها أن ينشطوا‏ .‏

إتباع الهوى

من أعرض عن الكتاب والسنة اتبع هواه ، كما قال تعالى‏ :‏ ‏{ ‏فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ‏ }‏ ‏[‏القصص‏:‏ 50‏]‏ وقال تعالى ‏:‏ ‏{ ‏أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ‏ }‏ ‏[‏الجاثية‏:‏ 23‏] ‏‏.‏ والبدع إنما هي نسيج الهوى المتبع ‏.‏

التعصب للأراء والرجال

يحول ذلك بين المرء واتباع الدليل ومعرفة الحق ، قال تعالى ‏:‏ ‏{ ‏وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 170‏]‏ وهذا هو شأن المتعصبين اليوم من بعض أتباع المذاهب والصوفية والقبوريين إذا دعوا إلى اتباع الكتاب والسنة ونبذ ما هم عليه مما يخالفهما احتجوا بمذاهبهم ومشايخهم وآبائهم وأجدادهم‏ .‏

التشبه بالكفار

هو من أشد ما يوقع في البدع ، كما في حديث أبي واقد الليثي قال‏ :‏ خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين ونحن حدثاء عهد بكفر ، وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينوطون بها أسلحتهم يقال لها ذات أنواط ، فمررنا بسدرة فقلنا ‏:‏ يا رسول الله ، اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط  ‏؟‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏ :‏ ‏( ‏الله أكبر ، إنها السنن قلتم - والذي نفسي بيده - كما قالت بنو إسرائيل لموسى‏ :‏{‏ اجْعَل لَّنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ‏ }‏ لتركبن سنن من كان قبلكم‏ )‏ ‏[‏رواه الترمذي، الحديث برقم ‏(‏2180‏)‏، والطبراني في ‏(‏المعجم الكبير‏)‏ ‏(‏طبعة مؤسسة إحياء التراث العربي- الثانية 1405هـ‏)‏، الحديث برقم ‏(‏3291‏)‏ ‏.‏‏]‏‏.‏ 

ففي هذا الحديث أن التشبه بالكفار هو الذي حمل بني إسرائيل وبعض أصحاب محمد عليه الصلاة والسلام أن يطلبوا هذا الطلب القبيح من نبيهم وهو أن يجعل لهم آلهة يعبدونها ويتبركون بها من دون الله - وهذا هو نفس الواقع اليوم - فإن غالب الناس من المسلمين قلدوا الكفار في عمل البدع والشركيات كأعياد الموالد ، وإقامة الأيام والأسابيع لأعمال مخصصة ، والاحتفال بالمناسبات الدينية والذكريات ، وإقامة التماثيل والنصب التذكارية ، وإقامة المآتم وبدع الجنائز والبناء على القبور وغير ذلك ‏.‏

لمتابعة جديد السلسلة تابعنا على الربط التالى

نسأل الله عز وجل أن ينصر دينه ويعلي كلمته ويخذل أعداءه ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه ‏.

عن الكاتب

M.R M.R

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

رياض الأحباب

2016