الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد :-
عن أبي سعيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" لتتبعن سَنن من قبلكم شبراً بشبرٍ وذراعاً بذراعٍ ، حتى لو سلكوا جحر ضبٍّ لسلكتموه ،
قلنا : يا رسول الله اليهود والنصارى ؟ قال : فمن !؟ ".
رواه البخاري ( 3269 ) ومسلم ( 2669 )
عيد الكريسماس .. انتشر هذا المنكر الشنيع بين المسلمين وانشغلوا به انشغالا كبيرا ، واهتمّوا به وتهيّؤوا له ، واتخذوا مناسبته عطلة وعيدا لهم ، وذلك بسبب ضعف الإيمان في قلوبهم ، وتقليد النصارى واتِّباع سيرتهم ونهجهم في كل ما يفعلونه ، وبسبب الانبهار بحضارة الغرب المادية الزائفة والانخداع ببريقها المخدر ، فما إن تقترب هذه المناسبة حتى ترى المسلمين يستعدون لها وكأنها من أصول الإسلام ، بل منهم من يعتبرها أهم وأولى من الأعياد والمناسبات الدينية والأحداث التاريخية الإسلامية ، فجعلوها معيارا يسير عليه التاريخ ، بدلا من إعتماد التاريخ الهجري الذي يجعلهم مرتبطين بأصولهم ومطلعين على تاريخهم المملوء بالأمجاد والبطولات والمفاخر ، وسبب ذلك أن الناس أصيبوا بخلل في معارفهم الدينية ونقص في زادهم الإيماني ، حتى أصبحوا لا يفرقون بين ما هو حلال وبين ما هو حرام .
فمن أهم الشعائر الدينية الأعياد .. لذلك نرى النصارى تتخذ من يوم الخامس والعشرين من ديسمبر( يوم الكريسماس ) عيداً ، وذلك بمولد عيسى المسيح الذي يعتقدون أنه ابن الله [ تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا ] ، ونرى يوم الكريسماس مرتبطا بالكفر الأكبر الذي إذا سمعته الجبال والسموات والارض كادت تتفطر وان تتصدع .
[ وقالوا اتخذ الرحمن ولدا * لقد جئتم شيئا إدا *
تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدّا *
ان دعوا للرحمن ولدا و ما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا ]
( سورة مريم آية 88 - 92 )
فكيف لمسلمٍ عاقل أن يشارك النصارى فى أعيادهم ويهنئهم بإحتفالهم بمولد المسيح الذى يعتقدون أنه ابن الله عز وجل !؟
ما هو الكريسماس ؟
يسمى : عيد الكريسماس ، وهو يوم 25 ديسمبر عند عامة النصارى ، ومناسبة هذا العيد عند النصارى تجديد ذكرى مولد المسيح عليه السلام كل عام ، ولهم فيه شعائر وعبادات ؛ حيث يذهبون إلى الكنيسة ويقيمون الصلوات الخاصة ، وبعض مظاهر الاحتفال تكون على شكل إعطاء الهدايا و وضع شجرة الميلاد ووجود شخصية بابا نويل والاجتماعات العائلية ، وأول إحتفال به كان عام 336م .
معنى كلمة كريسماس [ Christmas ]
أما أصل كلمة كريسماس [ Christmas ] فهي تعني ميلاد المسيح ، أو قُدَّاس المسيح ، أو مهرجان المسيح ، وكلها بمعنًى قريب وهى مكونة من مقطعين : المقطع الأول هو Christ ومعناها : المخلِّص وهو لقب للمسيح ، المقطع الثاني هو mas وهو مشتق من كلمة فرعونية معناها ميلاد ، وجاءت هذه التسمية بسبب التأثير الديني للكنيسة القبطية الأرثوذكسية في القرون الأولى .
من هو بابا نويل [ Papa Noel ] ؟
أما بابا نويل [ Papa Noel ] والذي يسمى عند البعض سانتا كلوز- Santa Claus فهو شخصية خرافية ترتبط بعيد الميلاد ، توجد عند النصارى ، وهي معروفة غالباً بأنها رجل عجوز ضحوك وسعيد دائماً ، يرتدي بزة يطغى عليها اللون الأحمر ، وبأطراف بيضاء ، وتغطي وجهه لحية ناصعة البياض ، وكما هو مشهور في قصص الأطفال فإن بابا نويل يعيش في القطب الشمالي مع زوجته السيدة كلوز ، وبعض الأقزام الذين يصنعون له هدايا الميلاد ، والأيائل التي تجر له مزلاجته السحرية ، ومن خلفها الهدايا ليتم توزيعها على الأولاد أثناء هبوطه من مداخن مدافئ المنازل أو دخوله من النوافذ المفتوحة وشقوق الأبواب الصغيرة .
وتكمن المصيبة التي لا يعرفها الكثير من المسلمين في أن قصة سانتا كلوز مأخوذة من قصة القديس نيكولاس وهو أسقف ميرا وقد عاش في القرن الخامس الميلادي ، وكان القديس نيكولاس يقوم أثناء الليل بتوزيع الهدايا للفقراء ولعائلات المحتاجين دون أن تعلم هذه العائلات من هو الفاعل ، وصادف وأن توفي في ديسمبر .
أما الشكل الشائع لسانتا كلوز الحالي فهو من ابتكار شركة كوكاكولا ؛ إذ استعملت هذه الصورة في إحدى الإعلانات لمنتجاتها .
ومما نخجل منه أن يكون هناك مسلم يهنئ من يشتم الله !!
بل ويحتفل معه ويشاركه فرحته فى الباطل !!
وذلك لقول رسولنا الكريم في الحديث الصحيح : قال الله تعالى : " شتمني ابن آدم ؛ وما ينبغي له أن يشتمني ، وكذبني ؛ وما ينبغي له أن يكذبني ، أما شتمه إياي فقوله : إن لي ولدا ، وأنا الله الأحد الصمد لم ألد ولم أولد ولم يكن لي كفوا أحد ، وأما تكذيبه إياي ، فقوله : ليس يعيدني كما بدأني ، وليس أول الخلق بأهون علي من إعادته ". [ صحيح الجامع 4323 ]
ماحكم التهنئة بعيد الكريسماس ؟
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تهنئة الكفار بعيد الكريسماس أو غيره من أعيادهم الدينية حرام بالاتفاق .
كما نقل ابن القيم رحمه الله في كتاب ( أحكام أهل الذمة ) : " وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق ، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم ، فيقول : عيد مبارك عليك ، أو تهْنأ بهذا العيد ونحوه ، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب بل ذلك أعظم إثماً عند الله ، وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس ، وارتكاب الفرج الحرام ونحوه ، وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك ، ولا يدري قبح ما فعل ، فمن هنّأ عبداً بمعصية أو بدعة ، أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه . " انتهى كلامه - رحمه الله - . [أحكام أهل الذمة : 1/441-442]
وإنما كانت تهنئة الكفار بأعيادهم حراماً وبهذه المثابة التى ذكرها ابن القيم لأن فيها إقراراً لما هم عليه من شعائر الكفر ، ورضى به لهم ، وإن كان هو لا يرضى الكفر لنفسه .
وإذا هنؤنا بأعيادهم فإننا لا نجيبهم على ذلك لأنها ليست بأعياد لنا ، ولأنها أعياد لا يرضاها الله تعالى ، وكذلك يحرم على المسلمين التشبه بالكفار بإقامة الحفلات بهذه المناسبة ، أو تبادل الهدايا أو توزيع الحلوى ، أو أطباق الطعام ، أو تعطيل الأعمال ونحو ذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم : { من تشبّه بقوم فهو منهم } .
ومن فعل شيئاً من ذلك فهو آثم سواء فعله مجاملة أو توددا أو حياء أو لغير ذلك من الأسباب لأنه من المداهنة في دين الله ، ومن أسباب تقوية نفوس الكفار وفخرهم بدينهم .
تخصيص ليلة رأس السنة بصلاة أو ذكرأو عبادة من بين الليالى
هناك بعض الرسائل التى نراها فى ليلة رأس السنة ، ومحتواها ينص على أن الناس قد أنشغلوا عن الله بالمعاصى والذنوب ، ونحن كمسلمون يجب أن نفعل شيئاً حتى يرانا الله على طاعة فى هذا الوقت ، وذلك بأن يقوم الناس الساعة الثانية عشر لكى يصلوا أو ينشغلوا بذكر الله !!
ليلة رأس السنة لم يرد لها في السنة تخصيص بالعبادة ، وعلى المسلم أن يحذر الابتداع في الدين . فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد . وفي رواية : من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد . متفق عليه .
ولذلك نقول للإخوة والأخوات الأفاضل أن يحرصوا على عدم نشر تلك الرسائل التى تساهم فى نشر البدعة ، وأن يتحققوا من أى شئ يتعلق بدين الله ويتأكدوا منه قبل النشر ، فكما قال سلفنا الصالح [ إن هذا الأمر دين فأنظروا عمن تأخذوا دينكم ].
